ذكر ملوك مصر من لدن عمارتها قبل الطوفان وبعده إلى استفتاح المسلمين لها (وغريب أخبارهم)«١»
٨٨١ الّذي بنى الأهرام والبرابي واستوسقت له مملكة مصر وانتقادت له الملوك سوريد «٢» بن سهلون، وبنى الأهرام صيانة لجثثهم وأجسامهم «٣» ، وبنى الأفرونيات «٤» وبنى البرابي حفظا لعلومهم وآثارهم، وذلك لمّا أنذروا له «٥» بأمر «٦» الطوفان المهلك للعالم. وكان سوريد قد أوتي من الحكمة والعلم ما لم يسبق إليه وكان يتعاهد من مصالح رعيته ما لم يتعاهد سواه، وكان ينفق على الضعفاء من بيت ماله. واتّخذ مرآة من أخلاط وأقامها على منار في وسط قصره، وكان ينظر فيها جميع الأمم والممالك والأقاليم وما منها أخصب وما منها أجدب وينظر من قصد ناحيته وما يجري للأمم «٧» من حروب أو غيرها. وتقدم إلى رأس الناظرين، وهم الكهّان، أن ينظر ما يحدث في كلّ يوم ويجعله «٨» في كتاب. وكان أكثر اهتمامه بعمل الأدوية والعقاقير المؤلّفة والصنعة والنواميس «٩» ودفع المضارّ بالطلسمات وكلّ ما كان فيه صلاح للناس. وعمل صنما في صورة امرأة جالسة في حجرها «١٠» صبيّ ترضعه، فمن أصابها علّة من النّساء في عضو من بدنها مسحت ذلك المكان من الصنم فزال «١١» عنها ما تجدّه، وكذلك إن قلّ لبنها أو أبطأت «١٢» حيضتها مسّت فوق ركب الصنم، وإن كثر دمها مسّت أسفل الركب فينقص، وإن أصاب ولدها شيء فعلت مثل ذلك بالصبي فيزول عنه، وإن عسرت ولادتها فمسحت «١٣» رأس الصبي سهلت ولادتها، وكذلك البكر يسهل