على المملكة، عليها سروج قرابيسها من الزمرّد الأخضر والياقوت الأحمر، وركبها وألبابها وما اتّصل بها مرصّعة من الحجارة بمثل ذلك. [وأجلتها من الديباج المرصّع بالدرّ والياقوت، فيدخلونها الكنيسة ولها بها لجام معلّق، وهم يقولون إنّ دابّة منها متى أخذت تلك اللجام في فيها ظفروا ببلاد الإسلام. فتجيء الدابّة منها فتشمّ اللجام ثمّ تقهقر ولا تقدم عليه. ويقال إنّها من نسل دوابّ كانت لأوقنطاب]«١» . قال أبو سعيد الفارقي: رأيتهم يحملون بين يدي الملك سيوفا عدّة تنسب إلى الإسكندر طول كلّ سيف منها ثمانية أشبار وهي مرصّعة كلّها بنفيس الجوهر، فإذا انقضت نواميس شرعهم عاد الملك على الهيئة الأولى إلى قصره.
٨٠١ وباب الذهب منها في الجانب الجنوبي ومنه يأخذ إلى رومية. وفيها عجائب يكاد السامع أن لا يقبلها، وفيها من الذهب والجواهر في أبوابها وأسرّتها وجميع أمورها.
[[ذكر مدينة رومة]]
٨٠٢ ومدينة رومة في سهل من الأرض تحيط بها الجبال «٢» على بعد والمطلّ عليها منها جبل غوديه بينه وبينها ستّة أميال. ودور مدينة رومة [أربعون] ميلا، وقطرها اثنا عشر ميلا يشقّها نهر يسمّى تيبروس «٣» وينقسم قسمين، ثمّ يلتقيان آخرها. وفي وسط مدينة رومة حصن يقال له «٤» منت أرقوط في صخرة مرتفعة منيعة، ولم يطق بهذا الحصن عدوّ قطّ. ورومة قد تغلّب عليها