للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن العاص على لواتة في شرطه عليهم أن تبيعوا أبناءكم فيما عليكم من الجزية، وسمع عمرو يقول على المنبر لأهل أنطابلس عهد يوفي لهم به. ووجّه عمرو بن العاص عقبة بن نافع حتّى بلغ زويلة وصار ما بين برقة وزويلة للمسلمين.

١٠٨٧ ومدينة برقة في صحراء حمراء التربة والمباني فتحمرّ لذلك ثياب ساكنيها والمتصرّفين فيها. وعلى ستّة أميال منها الجبل «١» ، وهي دائمة الرخاء كثيرة الخير تصلح بها السّائمة «٢» وتنمى على مراعيها «٣» ، وأكثر ذبائح أهل مصر منها، ويحمل منها إلى مصر الصوف والعسل والقطران، وهو يعمل بها بقرية من قراها يقال لها مقّة فوق جبل وعر لا يرقى إليها فارس على حال، وهي كثيرة الثمار من الجوز والأترج والسفرجل وأصناف الفواكه، وتتّصل بها شعراء عريضة «٤» من شجر العرعر. وبمدينة برقة قبر رويفع صاحب رسول الله «٥» - صلى الله عليه وسلم -، وحول مدينة برقة قبائل من لواتة ومن الأفارق. وفي الطريق من برقة إلى إفريقية وادي مسوس «٦» فيه قباب خربة وجباب يقال إنّ عددها ثلاثمائة وستّون، وبها بساتين، وفي هذا الوادي التربة الّتي (يغلى منها العسل) «٧» .

[ذكر مدينة أجدابية]

١٠٨٨ وهي مدينة كبيرة في صحراء أرضها صفا «٨» وآبارها منقورة في الصّفا طيّبة الماء، (وبها عين ماء عذب ولها بساتين لطاف ونخل يسير، وليس بها من

<<  <  ج: ص:  >  >>