عامرة «١» ، وقد صنع بها مرفأ للسفن منذ مدّة قريبة. وفي هذه المدينة تنشأ السفن والمراكب الحربية الّتي يغزى بها إلى بلاد الروم. وإلى هذه المدينة «٢» يقصد الغزاة من كلّ أفق لأنّ مقطعها يقرب من جزيرة سردانية بينهما نحو مجرأين. وبإزاء مدينة مرسى الخرز بئر وبية الماء تعرف ببئر أزراق، يقول أهلها: طعنة بمزراق خير من شربة من بئر أزراق. وهذه المدينة كثيرة الحيّات فاسدة الهواء، يمتاز أهلها من غيرهم بصفرة ألوانهم ولا يكاد يخلو عنق أحد منهم من تميمة. وجباية هذه المدينة عشرة آلاف دينار.
[الطريق من القيروان إلى طبرقة]
١٢٠٥ من مدينة القيروان إلى منستير عثمان ستّ مراحل، وهي قرية كبيرة آهلة بها جامع وفنادق كثيرة وأسواق وحمّامات «٣» وبئر لا تنزف وقصر للأوّل مبنيّ بالصخر كبير. وأرباب المنستير قوم من قريش من ولد الربيع بن سليمان وهو اختطّها عند دخوله إفريقية، وبها عرب وبربر وأفارق. ومنها إلى مدينة باجة ثلاث مراحل في قرى غير متّصلة.
١٢٠٦ ومدينة باجة كبيرة كثيرة الأنهار، وهي على جبل يسمّى عين الشمس في هيئة الطيلسان تطرد حواليها المياه «٤» وفيها عيون الماء العذب، ومن تلك العيون عين تعرف بعين الشمس هي تحت سور المدينة، والباب هناك منسوب