١١٦٣ ومن القيروان إلى مدينة تونس مائة ميل، وهي ثلاث مراحل: فإلى فندق شكل مرحلة وإلى منستير عثمان مرحلة وإلى القيروان مرحلة. وطريق آخر:
إلى منزل باشو «١» إلى الدواميس إلى القيروان.
١١٦٤ ودور مدينة تونس أربع وعشرون ألف ذراع. وفي سنة أربع عشرة ومائة بنى عبيد الله بن الحبحاب الجامع ودار الصناعة بمدينة تونس. وأهلها موصوفون بدناءة «٢» النفوس. واسم مدينة تونس في الأوّل ترشيش، ويقال لبحرها بحر رادس وكذلك يسمّى مرساها مرسى رادس. وافتتحها حسّان بن النعمان (بن عدي بن بكر بن مغيث بن عمرو مزيقياء «٣» بن عامر الأزدي. وروى جماعة عن أبي المهاجر قال: سار حسّان بن النعمان)«٤» إلى أرطة فقاتل الروم بفحص تونس، فسأله الروم ألّا يدخل عليهم وأن يضع الخراج عليهم ويقوموا له بما يحمله وأصحابه، فأجابهم إلى ذلك. وكانت لهم سفن معدّة من ناحية الباب الّذي يقال له باب النساء، فاحتملوا فيها أهلهم وأموالهم وهربوا ليلا وأسلموا المدينة. فدخلها حسّان فحرق وخرب فبنى فيها مسجدا وبقي هناك طائفة من المسلمين. وكذلك كان من مكر صاحب قرطاجنّة أيضا بحسّان بن النعمان، إنّ الروم لمّا فرّوا عنها وبقي فيها مرناق صاحبها ليس معه إلّا أهله بعث إلى حسّان: هل لك أن تعاهدني وولدي وتقطع لي قطائع أشترطها عليك وأفتح لك بابا «٥» فتدخل المدينة على من