١٤٦٠ ولملكهم على حمار «١» الملح دينار ذهب في إدخاله البلد وديناران في إخراجه، وله على حمل النحاس خمسة مثاقيل وعلى حمل المتاع عشرة مثاقيل. وأفضل الذهب في بلاده ما كان بمدينة غياروا، وبينها وبين مدينة الملك مسيرة ثمانية عشر يوما في بلاد معمورة بقبائل السودان مساكن متّصلة. وإذا وجد في جميع معادن بلاده الندرة من الذهب استصفاها الملك، وإنّما يترك منها للناس هذا التبر الرقيق، ولولا ذلك لكثر الذهب بأيدي الناس حتّى يهون. والندرة تكون من أوقية إلى رطل، ويذكر أنّ عنده منه ندرة كالحجر الضخم. وبين مدينة غيارو والنيل اثنا عشر ميلا وفيها من المسلمين كثير. وغانة بلدة مستوبية غير آهلة لا يكاد يسلم الداخل فيها من المرض عند امتلاء زرعهم، ويقع الموتان في غربانها عند استحصاد الزرع.
[[الطريق من غانة إلى غيارو]]
١٤٦١ فأمّا الطريق من غانة إلى غيارو فإلى مدينة سامقندى «٢» أربعة أيّام، وأهل سامقندى أرمى السودان بالنشاب. ومنها إلى بلد يسمّى طاقة يومان، وأكثر شجر طاقة شجر يسمّى تادموت، وهو شجر الآراك إلّا أنّ له ثمرا كالبطيخ داخله شيء يشبه القند تشوب حلاوته بحموضة نافع للمحمومين. ومن هناك إلى خليج من النيل يقال له زوغو مسيرة يوم تخوضه الجمال، ولا يعبره الناس إلّا في القوارب. ومنه إلى بلد يقال له غرنتل «٣» ، وهو بلد كبير ومملكة جليلة لا يسكنه مسلمون ولكنّهم يكرمونهم ويخرجون لهم عن الطريق إذا دخلوا بلادهم، وتلد «٤» عندهم الفيلة والزرافات. ومن غرنتل إلى غيارو.