للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٥٨ وهو يجلس للنّاس «١» والمظالم في قبّة ويكون حوالي القبّة «٢» عشرة أفراس بثياب مذهّبة ووراء الملك عشرة «٣» من الغلمان يحملون الحجف والسيوف المحلاة بالذهب، وعن يمينه أولاد ملوك بلده قد ضفروا رؤوسهم بأنواع الذهب وعليهم الثياب الرفيعة، ووالي المدينة «٤» بين يدي الملك جالس في الأرض وحواليه الوزراء جلوسا على الأرض. (وعلى باب القبّة كلاب منسوبة) «٥» لا تكاد تفارق موضع الملك تحرسه، في أعناقها سواجير الذهب والفضّة يكون في الساجور عدد رمّانات ذهب وفضّة. وهم ينذرون بجلوسه بطبل يسمّونه دبا، (وهو خشبة طويلة منقورة، فيجتمع الناس، فإذا دنا أهل دينه منه جثوا على ركبهم ونثروا التراب على رؤوسهم، فتلك) «٦» تحيتهم له. وأمّا المسلمون فإنّما سلامهم عليه تصفيقا باليدين.

١٤٥٩ وديانتهم المجوسية وعبادة الدكاكير. وإذا مات ملكهم عقدوا له «٧» قبّة عظيمة من خشب الساج ووضعوها في موضع قبره، ثمّ أتوا به على سرير قليل الفرش والوطاء فأدخلوه في تلك القبّة ووضعوا معه حليته وسلاحه وآنيته الّتي كان يأكل فيها ويشرب، وأدخلوا فيها الأطعمة والأشربة وأدخلوا معه رجالا ممّن كان يخدم طعامه وشرابه وأغلقوا عليهم باب «٨» القبّة وجعلوا فوق القبّة الحصر والأمتعة، ثمّ اجتمع الناس فردموا فوقها بالتراب حتّى تأتي كالجبل الضخم، ثمّ يخندقون حولها حتّى لا يوصل إلى «٩» ذلك الكوم إلّا من موضع واحد. وهم يذبحون لموتاهم الذبائح ويقرّبون لهم الخمور.

<<  <  ج: ص:  >  >>