١٤٧٢ فأمّا الجادة من غانة إلى تادمكّة وبينهما مسيرة خمسين «١» يوما، فمن غانة إلى سفنقو ثلاث مراحل، وهي على النيل وهي آخر عمل غانة. (إلى تادمكرة، وبينهما مسيرة عشرين يوما)«٢» . ثمّ تصحب النيل إلى بوغرات فيه قبيل من صنهاجة يعرفون بمداسة. وأخبر الفقيه (أبو محمّد)«٣» عبد الملك أنّه رأى في بوغرات طائرا يشبه الخطاف يفهم من صوته كلّ سامع إفهاما لا يشوبه لبس: قتل الحسين قتل الحسين يكرّر مرارا، ثمّ يقول:
بكربلا مرّة واحدة. قال عبد الملك: سمعته أنا ومن حضر من المسلمين معي.
ومن بوغرات إلى تيرقى. ثمّ تسير منها في الصحراء إلى تادمكّة، وتادمكّة أشبه بلاد الدنيا بمكّة (شرفها الله وزادها تشريفا وتعظيما)«٤» . (ومعنى تاد عندهم هيئة إذ أنّها على هيئة مكّة)«٥» ، وهي مدينة كبيرة بين جبال وشعاب، وهي أحسن بناء من مدينة غانة ومدينة كوكو. وأهل تادمكّة بربر مسلمون وهم يتنقّبون كما «٦» يتنقّب بربر الصحراء، وعيشهم من اللحم واللبن ومن حبّ تنبته الأرض من غير اعتمال، ويجلب إليهم الذرّة وسائر الحبوب من بلاد السودان، ويلبسون الثياب المصبّغة (بالحمرة من القطن)«٧» والنولي وغير ذلك، وملكهم يلبس عمامة حمراء وقميصا أصفر وسراويل زرقاء. ودنانيرهم تسمّى الصلع لأنّها ذهب محض غير مختومة.
ونساؤهم فائقات الجمال لا تعدل بهنّ أهل بلد حسنا، والزنا عندهم مباح، وهنّ يبادرن التجّار أيّتهنّ تحمله إلى منزلها.