١٧٤ وملك لهراسيف «١» مائة وعشرين سنة، وملك بعده يستاسف «٢» ابنه فبلغه خراب بلاد الشام وأنه ليس بها أحد من الانس، فأذن لبني إسرائيل أن يرجعوا إلى الشام ونودي في الناس بذلك. وملّك رجلا من آل داود عليهم فعمّروها، وذلك بعد سبعين سنة، فإنّما فعل ذلك الملك الفارسي لأنه كان استخلص جارية من سبي بني إسرائيل فسألته ذلك. قال: والذي ملك عليهم روبابيل، وأقام فيهم ستّا وأربعين سنة. وقيل إنّ رجوعهم كان في أيام كورش الفارسي الملك، وكان دانيال حلّ هذا الملك. ثم أحيا الله سبحانه وتعالى إرميا عليه السلام.
ذكر زرادشت الذي تدّعي بنبوّته المجوس
١٧٥ وفي زمان يستاسف «٣» صاحب بابل ظهر زرادشت بن اسبيتمان «٤» الذي تدّعي المجوس أنه نبيّهم. وكان من علماء أهل فلسطين خادما لإرميا، فخانه فدعا الله عليه فبرص ولحق ببلاد آذربيجان وشرع فيها دين المجوسية وقصد الناس على الدخول فيه وقتل في ذلك وعذّب حتّى دانوا به. وأتى زرادشت بالمعجزة الباهرة وأخبر عن الكائنات من الكليّات والجزئيات، وأتى بكتاب يدور على ستّين حرفا من المعجم، وهي لغة يعجز عن إيرادها ولا يدرك كنه مرادها. وكتب هذا الكتاب في اثني عشر ألف مجلّد بالذهب فيه وعد ووعيد، وأمر ونهي، وغير ذلك من العبادات، واسم هذا الكتاب بستاه «٥» ، وأوّل سورة منه سورة حيرفت فيها ذكر مبتدأ الخليقة وأصول