للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ميلان، ومنه جلب أليان الماء إلى سبتة على آزاج، وبعضها قائم في تلك الخنادق إلى اليوم. (ثمّ إلى وادي المنازل) «١» . ثمّ إلى وادي نكرة «٢» .

ثمّ الطريق كما تقدّم من سبتة إلى طنجة حتّى تأتي فجّ الفرس. ثمّ إلى فجّ الصاري بطرف جبل حبيب بن يوسف وهو جبل كثير العيود «٣» ، وبسند هذا الفجّ ممّا يلي الجوف حارة تعرف بمراد، وبين هذا الفجّ ومدينة أفتيس مرحلة. ثمّ من أفتيس كما تقدّم آنفا. وبين الفجّ وأفتيس قلعتان إحداهما قلعة ابن خرّوب المذكورة «٤» .

[ذكر مدينة فاس]

١٣٣١ ومدينة فاس مدينتان مقترنتان مسوّرتان بينهما نهر يطرد «٥» وأرحاء وقناطر.

وعدوة القرويّين في غربي عدوة الأندلسيّين. وعلى باب دار الرجل فيها رحاه وبستانه بأنواع الثمر وجداول الماء تخترق داره. وبالمدينتين أزيد من ثلاث مائة رحى وفيهما نحو عشرين حمّاما. وهي أكثر بلاد المغرب يهودا يختلفون منها إلى جميع الآفاق. ومن أمثال أهل المغرب: فاس بلد بلا ناس. وكلتا عدوتي فاس في سفح جبل والنهر الّذي بينهما مخرجه من عين غزيرة في وسط مرج ببلاد مطغرة «٦» على مسيرة نصف يوم من فاس. وأسّست عدوة الأندلسيّين في سنة اثنتين وتسعين ومائة، وعدوة القرويّين في سنة ثلاث وتسعين ومائة في ولاية إدريس بن إدريس. ومات إدريس بمدينة وليلي من أرض فاس على مسافة يوم من جانب الغرب، وكانت وفاته سنة ثلاث عشرة ومائتين في شهر ربيع الأوّل.

<<  <  ج: ص:  >  >>