أغنامهم (من قيس)«١» من أرض فارس، وصوفها من أجود «٢» الأصواف ويعمل منه بسجلماسة ثياب يبلغ الثوب منها أزيد من عشرين مثقالا مرحلة. ومنه إلى جبل درن المعروف بسنجنفو «٣» ، وقد ذكرناه في عدّة مواضع من هذا الكتاب، وهو كثير الصنوبر والأرز والبلوط مرحلة.
ومنه إلى مطماطة أمسكور «٤» بلد كبير على نهر ملوية وهو منه في قبليّه، وهو بلد كثير الزرع يسقى كلّه من نهر ملوية كثير البقر والغنم وبها جامع وسوق مرحلة. ومنه إلى موضع يقال له سوق لميس فيه سوق ومسجد وحواليه مياه سائحة عامر آهل كان لمدين بن موسى «٥» بن أبي العافية مرحلة. ومنه إلى مغيلة ابن تجامان «٦» قرار لقوم من الصفرية (له ربض كبير)«٧» ، وبنو تجامان على السنّة والجماعة ساكنون في ربوة تلاصق ربضهم مرحلة. وتسير منها في جبال شامخة إلى مغيلة القاط، حصن كبير له جامع وسوق كثير الأنهار والثمار، معظم شجره التين «٨» ، ومنه يحمل زبيبا إلى فاس مرحلتان. إلى لواتة مدين «٩» ، وقصبة لواتة منيعة لا ترام على نهر سبو مرحلة. إلى فاس.
[ذكر مدينة سجلماسة]
١٣٩٣ ومدينة سجلماسة بنيت سنة أربعين ومائة، وبعمارتها خلت مدينة تدغة وبينهما يومان وبعمارتها خلت زيز أيضا. ومدينة سجلماسة مدينة سهلية أرضها سبخة، حولها أرباض كثيرة وفيها دور رفيعة «١٠» ومبان سرية ولها بساتين كثيرة، وسورها أسفله مبني بالحجارة وأعلاه بالطوب، بناه أليسع أبو منصور