ذكر بلاد السودان ومدنها المشهورة واتّصال بعضها ببعض والمسافات بينها وما فيها من الغرائب وسير أهلها
١٤٤٩ المصاقبون «١» لبلاد السودان بنو جدالة، هم آخر الإسلام خطّة. وأقرب بلاد السودان منهم صنغانة «٢» ، بين آخر بلادهم وبينها مسيرة ستّة أيّام، ومدينة صنغانة مدينتان على ضفّتي النيل وعمارتها متّصلة إلى البحر المحيط.
ويلي مدينة صنغانة ما بين الغرب والقبلة على النيل مدينة تكرور أهلها سودان، وكانوا على ما كان «٣» سائر السودان عليه من المجوسية «٤» وعبادة الدكاكير، والدكور عندهم الصنم، حتّى وليهم وارجابي «٥» بن رابيس فأسلم وأقام عندهم شرائع الإسلام وحملهم عليها وحقّق بصائرهم فيها.
وتوفّي وارجابي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، فأهل تكرور اليوم مسلمون.
١٤٥٠ (وتسير من مدينة تكرور إلى مدينة سلى، وهي مدينتان على شاطىء النيل أيضا وأهلها مسلمون)«٦» أسلموا على يدي وارجابي رحمه الله. وبين سلى ومدينة غانة مسيرة عشرين يوما في عمارة السودان القبيلة بعد القبيلة. وملك سلى بحارب كفّارهم وليس بينه وبين أوّلهم إلّا مسيرة يوم واحد، وهم أهل مدينة قلنبو، وهو واسع المملكة كثير العدد يكاد يقاوم ملك غانة. وتبايع أهل سلى بالدرّة والملح وحلق النحاس وأزر لطاف من قطن يسمّونها الشكيات «٧» . والبقر عندهم كثير وليس عندهم ضأن ولا معز، وأكثر نبات