للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحجارة، ويسمّى هذا المعدن «١» تاتنتال وعليه حصن مبني بحجارة الملح، وكذلك بيوته ومشارفه وغرفه كلّ ذلك ملح، ومن هذا المعدن يتجهّز بالملح إلى سجلماسة وغانة وسائر السودان «٢» ، والعمل فيه متّصل والتجّار إليه متسايرون وله غلّة عظيمة. ومعدن للملح آخر «٣» عند بني جدالة بموضع يسمّى أوليل على شاطىء البحر، ومن هناك تتحمّله الرفاق أيضا إلى ما جاوره.

١٤٤٨ وبقرب أوليل في البحر جزيرة تسمّى ايونى، وهي عند المدّ جزيرة لا يوصل إليها من البرّ وعند الجزر يوصل إليها على القدم، ويوجد فيها العنبر، وأكثر معاش أهلها من لحوم السلاحف وهي أكثر شيء عندهم «٤» في ذلك البحر وهي مفرطة العظم، وربّما دخل الرجل منهم في محار «٥» ظهورها فيتصيّد فيها كالقارب. (وسنذكر من كبر السلاحف بطريق تيرقى «٦» ما هو أشنع من هذا) «٧» . ولهم أغنام ومواش، وهذه الجزيرة مرسى من المراسي، والطريق منها إلى نول على ساحل البحر لا يفارقه مسيرة شهرين مشي العير في أرض أكثرها صفى ينبو عنه الحديد وتكلّ فيه المعاول. وإنّما يشربون في طريقهم من قلات «٨» يحتفرونها عند جزر البحر فتبضّ ماء عذبا. وإذا مات لهم ميّت في طريقهم هذا لم يمكنهم مواراته لصلابة الأرض وامتناعها على الحفر، فيسترونه بالحطام والحشيش أو يقذفونه بالبحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>