١٤٤٥ ومن سير أهل الصحراء في المتّهم بالسرقة أن يعمدوا إلى عود فيشقّ باثنين ويشدّ على صدغيه في مقدم رأسه ومؤخّره فلا يتمالك أن يقرّ ولا يصبر على ذلك الضغط لحظة «١» لشدّته.
١٤٤٦ وممّا في هذه الصحراء من الحيوان اللمط، وهو دابّة دون البقر لها قرون دقاق حادّة لذكرانها وإناثها، وكلّما كبر منها الواحد طال قرناه حتّى يكون أكبر من أربعة أشبار. وأجود الدرق وأغلاها ثمنا ما صنع من جلود العواتق منها، وهي الّتي طال قرناها لكبر سنّها فمنع الفحل علوّها. ودوابّ الفنك أكثر شيء في هذه الصحراء ومنها يحمل إلى جميع البلاد. وعندهم الكباش الدمانية خلقها خلق الضأن إلّا أنّها أجمل «٢» وشعرها شعر الماعز لا أصواف لها، وهي أحسن الغنم خلقا وألوانا. ولا تنبت هذه الصحراء ولا بلاد أغمات ولا السوس شجر المرسين، وهو شجر الآس وهو عندهم عزيز يجلب إليهم من سائر البلاد.
١٤٤٧ ومن غرائب تلك الصحراء معدن ملح على يومين من المجابة الكبرى وبينه وبين سجلماسة مسيرة عشرين يوما، تحفر عنه الأرض كما تحفر عن سائر المعادن والجواهر، ويوجد تحت قامتين أو دونها من وجه الأرض وتقطع كما تقطع