للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[ذكر منارة الإسكندرية]]

١٠٥٤ فأمّا المنارة فذهب كثير (من الناس) «١» أنّ الإسكندر بناها على حسب ما ذكرنا «٢» في المدينة، ومنهم من رأى أنّ دلوكة الملكة بنتها، وقال بعضهم إنّ العاشر من فراعنة مصر بناها، وقيل إنّ الّذي (بناها هو الّذي بنى مدينة رومة) «٣» . وبنى الإسكندرية والأهرام بمصر، وإنّما أضيفت الإسكندرية إلى الإسكندر «٤» (لشدّة استيلائه) «٥» على ممالك العالم «٦» . وإنّ الإسكندر لم يطرقه (في البحر عدوّ ولا هاب) «٧» ملكا يرد «٨» إليه فيكون يجعل «٩» مرقبا.

١٠٥٥ وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: كان أوّل من «١٠» ملك الإسكندرية فرعون اتّخذها مصانع ومجالس، وهو أوّل من عمّرها، ثمّ تداولها «١١» الملوك (بعد فرعون) «١٢» (فبنت دلوكة بنت زبّان «١٣» منارها، ثمّ تداولها «١٤» الملوك) «١٥» . فلمّا كان سليمان - صلى الله عليه وسلم - «١٦» اتّخذها مجلسا وبنى فيها مسجدا.

ثمّ إنّ ذا القرنين هدم ما كان (فيها من بناء الملوك) «١٧» إلّا بناء سليمان، فإنّه أصلح ما كان رثّ فيه وأقرّ المنارة على حالها وبنى الإسكندرية من أوّلها (هذا البناء) «١٨» . ثمّ تداولها ملوك الروم وغيرهم، فكلّ ملك أبقى فيها أثرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>