فيقال إنّ فيلبس «١»«٣» بن الإسكندر المقدوني المعروف بالبنّاء هو الّذي بنى الإسكندرية، (وهو الّذي كان معلّمه أرسطاطاليس)«٢»«٤» ، وبين بناء الإسكندرية وبين الهجرة (تسعمائة سنة وخمس وأربعون سنة واحد وأربعون يوما)«٥» .
١٠٥٦ وقد ذكرنا في أخبار ملوك مصر أنّ أوّل من بناها (جيرون بأمر حوريا على ما سقناه من أمرها، ومنهم من رأى أنّ أوّل من بناها)«٦» قلوبطرة «٧» ، وهي الّتي ساقت خليجها حتّى أدخلته الإسكندرية «٨» وهي الّتي بلطت قاعته.
وإنّ الّذي بنى المنارة جعلها على كرسي من زجاج (على هيئة)«٩» السّرطان في جوف البحر على طرف اللسان «١٠» الّذي هو داخل في البحر من البرّ، وجعل طولها في الهواء ألف ذراع، وجعل فيها المرآة وتماثيل النحاس «١١» ، (فمنها تمثال)«١٢» قد أشار بسبّابة يده «١٣» اليمنى نحو الشمس حيثما كانت من مغرب أو مشرق أو أفق، وتمثال يشير بيده (إلى البحر)«١٤» إذا صار (العدوّ فيه)«١٥» على نحو ليلة، فإذا دنا وأمكن أن يرى بالبصر سمع له صوت هائل على ميلين أو ثلاثة، وتمثال كلّما مضى من الليل «١٦» والنهار ساعة سمع له صوت مطرب «١٧» بخلاف الصوت الّذي كان منه في الساعة قبل.