١٠٥٧ وهذه المنارة من دخلها تلف «١» فيها إلّا أن يكون عالما بها لكثرة بيوتها وحجراتها وطبقاتها «٢» . وذكر أنّ المغاربة حين وافوا في خلافة المقتدر في جيش صاحب المغرب دخل جماعة منهم على خيولم المنارة فتلفوا «٣» فيها، وفيها طرق تؤول إلى مهاو إلى سرطان الزجاج «٤» ومخاريق إلى البحر، فتهوّروا «٥» بدوابّهم وفقد منهم عدد كبير.
١٠٥٨ وفيها مسجد في هذا الوقت يرابط فيه المطوّعة. وكان حول المنارة مغاوص «٦» تستخرج منها أنواع جوهر يتّخذ منه فصوص الخواتم منها الاسباذجشم والكركهن والباقلمون «٧» ، وهذا الباقلمون «٨» ، حجر يتلوّن في المنظر ألوانا مختلفة كتلّون ريش الطاووس «٩» الهندية، فإنّها تتلوّن ألوانا لا تحصى ولا تشبه بلون «١٠» من الألوان لما يترادف من تموّج الألوان في ريشها.
ولتلك الطواويس شأن عجيب وخلق عظيم، وما خرج منها من أرض الهند صغر جسمه وكدر لونه كما يفعل ما نقل منها «١١» من النارنج والأترجّ «١٢» ، فإنّها تصغر وتعدم تلك الأرواح «١٣» العطرية لعدم ذلك الهواء والتربة. فمن الناس من رأى أنّ الإسكندر غرق هذه الأنواع من الجواهر حول المنارة لكي لا تخلو من الناس لأنّ من شأن الجواهر أن تكون مطلوبة على الأعصار «١٤» .
وقيل إنّها كانت آلات شراب الإسكندر، فلمّا مات كسرتها أمّة ورمت بها في تلك المواضع.