١٣٦٨ أخبر «١» أبو صالح زمّور بن موسى بن هشام بن وارديزن البرغواطي، وكان صاحب صلاتهم حين قدم على الحكم المستنصر بالله رسولا من قبل صاحب برغواطة أبي منصور بن عيسى بن أبي الأنصار عبد الله بن أبي عفير يحمد بن معاذ بن أليسع بن صالح بن طريف، وكان وصوله إلى قرطبة في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وكان المترجم عنه بجميع ما أخبر به الرسول الّذي قدم معه، وهو أبو موسى عيسى بن داود بن عشرين السطاسي «٢» من أهل شلة مسلم من «٣» بيت خيرون بن خير «٤» . فأخبر زمّور أنّ طريفا أبا ملوكهم من ولد شمعون بن يعقوب بن إسحاق وأنّه كان من أصحاب «٥» ميسرة المطغري «٦» المعروف بالحقير ومغرور بن طالوت.
وإلى طريف نسبت جزيرة طريف. فلمّا قتل ميسرة وافترق أصحابه احتلّ «٧» طريف ببلد تامسنى، وكان إذ ذاك ملكا لزناتة وزواغة. فقدّمه البربر على أنفسهم وولي أمرهم، وكان على ديانة الإسلام إلى أن هلك هناك وتخلّف من الولد أربعة، فقدّم البربر ابنه صالحا منهم «٨» .
١٣٦٩ قال زمّور: وكان مولد «٩» صالح بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بمائة عام سواء.
قال: وحضر صالح مع أبيه حروب ميسرة الحقير وهو صغير. قال: وكان من أهل العلم والخير فتنبّأ فيهم وشرع لهم الديانة الّتي هم عليها إلى اليوم،