١٣١٩ ومسافة ما بين مدينة القيروان وطنجة ألف «١» ميل. وقد غلب على مدينة طنجة القديمة الرمل والعمارة اليوم فوقها. وهناك جامع حسن وسوق عامرة.
وبإزاء طنجة في البحر المحيط وإزاء جبل أدلنت الجزائر المسمّاة فرطناتش (أي السعيدة)«٢» ، سمّيت بذلك لأنّ شعراءها وغياضها كلّها أصناف الفواكه الطيّبة العجيبة دون غراسة ولا عمارة، وأنّ أرضها تحمل الزرع مكان العشب وأصناف الرياحين العطرة بدل الشوك، وهي بغرب بلد البربر مفترقة متقاربة في البحر المذكور.
[الطريق من مدينة طنجة إلى مدينة فاس]
١٣٢٠ من مدينة طنجة إلى قلعة ابن خروب «٣» مرحلة، وهي مدينة كبيرة على ظاهر لها ثمر وشجر وهي كثيرة الزرع والضرع، وهي لكتامة من بطون مصمودة.
وبقرب هذه القلعة قرية كبيرة لعرب خولان آهلة كثيرة الخير، وهي على نهر زلول، وهذا النهر تلقاه قبل الوصول إلى قلعة ابن خرّوب «٤» . وبالقرب منها أيضا دمنة عشيرة بلد طيّب لصنهاجة. ثمّ قرى متّصلة لكتامة، إلى حاضرة سوق كتامى وهي قاعدة إدريس بن القاسم بن إبراهيم كبيرة شريفة على نهر وادلكس «٥» بها سوق عامرة وجامع. ثمّ تسير إلى قصر دنهاجة «٦» ، وهو على تلّ وتحته نهر عظيم وفيه آثار للأوّل، وبه كان ينزل ملوك المغرب في قديم الدهر. وجبل صرصر بقبلي هذا القصر ينزله بطون كتامة وأصادة. ثمّ تسير من هذا القصر إلى مدينة البصرة. وهي مدينة كبيرة واسعة «٧» وهي أوسع