أرضهم الأبنوس ومنه يحتطبون. وفيما يتّصل ببلادهم من النيل في موضع يقال له صحابي حيوان في الماء يشبه الفيل في عظم خلقته وفنطيسته «١» وأنيابه يسمّونه قفوا، وهو يرعى في البراري ويأوي إلى النيل، وهم يميّزون موضعه من النيل بتحرّك الماء على ظهره فيقصدونه بمزاريق حديد، فصار في أسافلها حلق قد شدّت فيها الحبال المديدة، فيرمونه بالعدد الكثير منها فيغوص ويضطرب في أسفل النيل، فإذا مات طفا على الماء، فجذبوه وأكلوا لحمه وصنعوا من جلده هذه الأسواط الّتي تسمّى السريافات، (ومن هناك تحمل إلى الآفاق.
١٤٥١ ويلي هذا البلد مدينة قلنبو بينهما «٢» مسيرة يوم على ما تقدّم، وهي على النيل وأهلها مشركون. وتتّصل بمدينة قلنبو مدينة ترنقة، وهو بلد عريض، وعندهم تصنع «٣» الأزر المسمّاة بالشكيات) «٤» الّتي تقدّم ذكرها، وهي أربعة أشبار في مثلها. وليس في بلدهم كثير قطن غير أنّهم لا تكاد تخلو دار أحدهم من شجرة قطن «٥» .
١٤٥٢ وحكم أهل هذه البلاد «٦» والمذكور قبلها من بلاد السودان أن يخيّر صاحب السرقة في بيع السارق أو قتله، وحكمهم في الزاني أن يسلخ من جلده.