مرّات. وبين رومة والبحر الشّامي اثنا عشر ميلا، وكذلك بينها وبين البحر الجوفي.
٨٠٣ وأهل مدينة رومة أجبن خلق الله. ويدبّر أمرهم برومة البابه «١» . ويجب على كلّ ملك من ملوك النصارى إذا اجتمع بالبابه أن ينبطح على الأرض بين يديه، فلا يزال يقبّل رجل البابه ولا يرفع رأسه حتّى يأمره البابه بالقيام.
٨٠٤ وكانت رومة القديمة تسمّى رومة باكية أي عجوز. وكان النهر يعترضها، فبنى يوانش الأسقف خلف الوادي مدينة أخرى، فلذلك صار النهر يشقّها.
وفرش النهر بلبن الصفر وألصقه بالقصدير «٢» والرصاص وألبست حيطانه بمثل ذلك. وفي داخل مدينة رومة كنيسة شنتا باطر وفيها صورة قار له من ذهب بلحيته وجميع هيئته وهو في خلق عبوس قد رفع عن الأرض في خشبة مصلوبا. وفي وسط الكنيسة صورة أخرى لبعض ملوكهم من ذهب أيضا.
ولهذه الكنيسة أربعة أبواب من فضّة سبكا واحدا، كلّها مسقّفة بقراميد الصفر ملصقة بالقصدير «٣» وحيطانها كلّها نحاس أصفر رومي وأعمدتها وأساطينها من بيت المقدس، وهي في غاية من الحسن والجمال. ويزار في هذه الكنيسة مخلبان من مخالب العنقاء- وهم يسمّونها الغديقة- طول كلّ مخلب منها اثنا عشر شبرا. وداخل هذه الكنيسة «٤» بيت بني باسم بطرس «٥» وبولس «٦» الحواريّين، وطول هذه الكنيسة ثلاثمائة ذراع وسمكها [مائتا ذراع] .