١٣٣٣ وعدوة الأندلسيّين يجري الماء عليهم أوّلا ويجود بهذه العدوة الأترج ويعظم ولا يجود بعدوة الأندلسيّين. وكلتا العدوتين جليلة الخطر عظيمة القدر. وموقع وادي فاس بوادي سبو، وبغربي عدوة القرويّين في بلد مغيلة موضع يقال له السيخ ساخ بأهله، ومن هذا الموضع انهزم البوري بن أبي العافية سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة هزمه بنو محمّد واحتووا على معسكره. وبنهر فاس الحوت المعورف باللبيس كثير. وقال محمّد بن إسحاق المعروف بالبجلي «١»(يمدح عدوة القرويّين)«٢»[بسيط] :
يا عدوة القرويّين الّتي كرمت ... لا زال جانبك المحبور ممطورا
ولا سرى الله عنك «٣» ثوب نعمته ... أرض تجنّبت الآثام والزورا
١٣٣٤ وأنشد إبراهيم بن محمّد الأصيلي والد الفقيه أبي محمّد المفضّل بن عمر المدحجي (يهجو فاسا)«٤»[بسيط] :
دخلت فاسا ولي شوق إلى فاس ... والجبن «٥» يأخذ بالعينين والرأس
فلست أدخل فاسا لو حييت ولو ... أعطيت فاسا بما فيها من الناس
وقال أحمد بن فتح قاضي تيهرت في كلمة له (يهجو أهل فاس)«٦»[بسيط] :