أن خرج عنها في سنة ستّين «١» وثلاثمائة على ما نحن ذاكروه في موضعه إن شاء الله تعالى. وهي مدينة في بساط من الأرض عليها سوران بينهما جدول ماء جار يستدير بالمدينة «٢»(وله منافذ يسقى منها عند الحاجة)«٣» .
وللمدينة أسواق وحمّامات وحولها بساتين كثيرة. ويجود عندهم القطن، وهي كثيرة اللحم رخيصة السعر، وبها عقارب مهلكة لا يتخلّص من لسعها «٤» .
١٢١٣ وبقرب منها جبل عجيسة «٥» وهوارة وبني برزال، ولهم كانت «٦» أرض المسيلة. (وبقبلي مدينة المسيلة)«٧» موضع يعرف بالقباب فيه قباب من بنيان الأوّل، وعلى مقربة منها مدينة للأوّل خربة ياق لها بشيلقة «٨» فيها جدولان من ماء عذب جلبته الأوّل إليها يقال لها تارقا أنوودي «٩» ، تفسيره ساقية السمن «١٠» . وقال أحمد بن محمّد المروذي يذكر نزول إسماعيل بالمسيلة والشيعة تسمّيها المحمّدية [رجز] :
ثمّ إلى «١١» مدينة مرضية ... أسّت على التقوى محمّدية
أقبل حتّى حلّها ضحيّة ... بالنور١»
من طلعته المضية
فحلّ في عسكره المسيلة «١٣» ... في هيئة كاملة جميلة
للنصر في أرجائه مخيلة ... بنعمة من ذي العلى جليلة «١٤»