أكبش وأكثر. وعسلها أيضا كثير يأتيها من بلاد السودان. وهم أرباب نعم جزيلة وأموال جليلة، وسوقها عامرة الدهر كلّه لا يسمع الرجل فيها كلام حليسه لكثرة جمعه وضوضاء أهله. وتبايعهم «١» بالتبر وليس عندهم فضّة.
١٤١٨ وبها مبان حسنة ومنازل رفيعة، وهو بلد وبيء «٢» ألوان أهله مصفرة وأمراضهم الحميات والطحال لا يكاد يخلو من إحدى العلّتين أحد منهم.
ويجلب إليها القمح والثمر والزبيب من بلاد الإسلام على بعد. وسعر القمح عندهم في أكثر الأوقات القنطار بستّة مثاقيل وكذلك الثمر والزبيب. وسكّانها أهل إفريقية وبرقجانة ونفوسة ولواتة وزناتة ونفزاوة، هؤلاء أكثرهم، وبها نبذ من سائر الأمصار. وبها سودانيات طبّاخات محسنات تباع الواحدة منهنّ بمائة مثقال وأكثر، تحسن عمل الأطعمة الطيّبة من الجوزينقات «٣» والقطائف وأصناف الحلوات وغير ذلك. وبها جوار حسان الوجوه بيض الألوان منثنيات «٤» القدود لا تنكسر لهنّ نهود، لطاف الخصور ضخام الأرداف واسعات الأكتاف ضيّقات الفروج المستمتع بإحداهنّ كأنّه يتمتّع ببكر أبدا.
١٤١٩ قال محمّد بن يوسف: أخبرني أبو بكر أحمد بن خلوف الفاسي شيخ من أهل الحجّ والخير قال: أخبرني أبو رستم النفوسي وكان من تجّار أودغست أنّه رأى منهنّ امرأة راقدة على جنبها، وكذلك يفعلن في أكثر حالهنّ إشفاقا من الجلوس على أردافهنّ، ورأى ولدها طفلا يلاعبها ويدخل من تحت خصرها