وينفذ من الجهة الأخرى من غير أن تتجافى له شيئا «١» لعظم ردفها ولطف خصرها. والحيوان الّذي يعمل منه الدرق حوالي أودغست كثير جدّا.
ويتجهّز إلى أودغست بالنحاس المصنوع وبثياب مصبّغة بالحمرة والزرقة مجنّحة، ويجلب منها العنبر المخلوق الجيّد لقرب البحر المحيط منهم. والذهب الإبريز الخالص خيوطا مفتولة، وذهب أودغست أجود ذهب الأرض «٢» وأصحّه.
١٤٢٠ وكان صاحب أودغست في عشر الخمسين وثلاث مائة تين يروتان «٣» بن ويسنو بن نزار رجل من صنهاجة، وكان قد دان له أزيد من عشرين ملكا من ملوك السودان كلّهم يؤدّون إليه الجزية، وكان عمله مسيرة شهرين في مثلها في عمارة يعتد في مائة ألف نجيب، (واستمدّه معدّ بن ملك ماسين على)«٤» ملك أوغام فأمدّه بخمسين ألف نجيب، فدخلت بلاد أوغام (وعساكره غافلة)«٥» ، فغنمت البلد وأحرقته. فلمّا نظر أوغام إلى ما حلّ ببلده هان عليه الموت (فرمى بدرقته)«٦» وثنى رجله عن دابّته وجلس عليها، فقتلته أصحاب تين يروتان. فلمّا عاينت نساء أوغام إليه قتيلا تردين في الآبار وقتلن أنفسهنّ بضروب القتل أسفا عليه وأنفة من أن يملكهنّ البيضان.