تندفس) «١» آبار يحتفرها المسافرون، فلا تلبث أن تنهار وتندفن. ثمّ تسير منه ثلاثة أيّام (إلى بئر كبيرة يقال لها وين هيلون. ثمّ تمشي ثلاثة أيّام)«٢» في أرض سواء صحراء ربّما وجد فيها الماء على صفاء تحت الرمل من بقية الأمطار. إلى ماء نزر يقال له تازقّى «٣» وتفسيره البيت.
١٤١٥ ثمّ تسير منه إلى بئر أنبطها عبد الرحمان بن حبيب واحتفرها في حجر أدعج صلب طولها أربع قامات مرحلة. ثمّ تسير منها إلى بئر يقال لها ويطونان «٤» ، وهي كبيرة لا تنزف، ماؤها زعاق يسهل شاربيه من الناس والأنعام، وهي من عمل عبد الرحمان بن حبيب أيضا طولها ثلاث قامات، ثلاث مراحل.
ثمّ تمشي منه في أربع مراحل إلى موضع يقال له أوكازنت أرض زرقاء، ينبط أهل الرفاق فيها الماء على ذراعين وثلاث. ثمّ تمشي في مجابة «٥» جبال رمل معترضة لا ماء فيها، وهو أصعب موضع بطريق أودغست، أربعة أيّام إلى موضع يقال له وانزميرن «٦» آبار قريبة الرشاء فيها العذب والشريب، وعليه جبل طويل صعب كثير الوحوش. وبهذا الماء يجتمع جميع طرق بلاد السودان، وهو موضع مخوف تغير فيه لمطة وجزولة على الرفاق ويتّخذونه مرصدا لهم لعلمهم بإفضاء الطرق إليه وحاجة الناس إلى الماء فيه. ثمّ تمشي منه في بلد واران «٧» خمسة أيّام مجابة في كثبان رمل إلى بئر عظيمة في حدّ بني وارث «٨» قبيل من صنهاجة، على تلك البئر شجر يقال له السقنى، وهو شجر الإهليلج إلّا أنّه لا يثمر.