للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٨ وخرج موسى في ستّمائة ألف مقاتل لا يعدّ ابن العشر لصغره ولا ابن الستّين لكبره، وتبعهم فرعون وعلى مقدمته هامان في ألف ألف وسبع مائة ألف حصان ليس فيها ماذيانة أي حجر. ولمّا وعد الله موسى أتاه جبريل على فرس يقال إنّه فرس الحياة، فأخذ السّامري من تربة حوافره، والسّامري موسى بن ظفر، واتّخذ لهم العجل وقال: هذا إلهكم وإله موسى فنسي «١» . يقول: أترك موسى إلاهه هنا وذهب يطلبه.

١٣٩ ثمّ انصرف موسى من عند ربّه ولم يستطع أحد بعد ذلك أن ينظر في وجهه لما يغشاه من النّور حتّى كان موسى يلبس وجهه بحريرة. وأنزل الله عليه الألواح بطور سينا من زمرّد أخضر فيها كتابة بالذهب الأحمر. فلمّا رأى ما أحدث قومه من بعده ارتعد وسقطت الألواح من يده فتكسّرت، فجمعها وأودعها في تابوت السكينة، وكان قد ضرب التابوت من ذهب من ستّمائة ألف مثقال وسبعمائة مثقال وجعله في الهيكل.

وكان هارون قيّم الهيكل، ثمّ أظهروا من توبتهم بقتلهم أنفسهم ما ذكر الله عزّ وجل. ثمّ أمر الله عزّ وجلّ موسى أن يأتيه في الناس من بني إسرائيل يعتذرون إليه من عبادة العجل. فاختار موسى من قومه سبعين رجلا. ثمّ كان من سؤالهم أن يروا الله جهرة، فأماتهم الله ثمّ أحياهم. فذلك قوله عزّ وجلّ: ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ

«٢» . ثمّ أمرهم الله عزّ وجلّ بالمسير إلى أريحا، وهي أرض بيت المقدس، فساروا. فلمّا «٣» قربوا منها بعث موسى

<<  <  ج: ص:  >  >>