للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملك مريض. وأوحى الله عزّ وجلّ إلى شعيا أن سر إلى الملك وأعلمه أنّه ميّت وأمره أن يستخلف من شاء على ملكه. فلمّا قال له ذلك شعيا بكى وجزع وتضرّع، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى شعيا أن قد أخّرت أجله خمس عشرة سنة وإنّي منجيه من عدوّه. فشكر الملك وسجد لله عزّ وجلّ.

١٦٩ قال القوطي: وبعث الله الطاعون على عسكر سنحاريب فهلك منهم في ليلة واحدة مائة ألف وخمسة وثمانون الفا لم يسلم منهم إلّا سنحاريب وخمسة من كتّابه وقوّاده أحدهم بخت نصر بعد أن فرّوا فأدركوا في مغارة. وأوتي بهم ملك بني إسرائيل فخرّ ساجدا من حين طلعت الشمس حتّى كان وقت العصر. وأمر بأن توضع الجوامع في رقابهم ويطاف بهم سبعين يوما حول بيت المقدس، ثمّ أرسله ومن معه لينذروا من ورائهم وكان ملكه الى أن توفي سبعا وعشرين سنة، وبقي الملك في ولده إلى ملك لهراسيف «١» ملك الفرس.

تنافس بنو إسرائيل الملك، فأمر الله شعيا أن يقوم فيهم بوحيه، فلمّا فعل قتلوه فسلّط الله عليهم عدوّهم فوجّه لهراسيف «٢» بخت نصر. فبنى مدينة بلخ فسمّاها الحسنى، فقاتل الترك واشتدّت شوكة بخت نصر حتّى أتى دمشق فصالحه أهلها، ووجّه رسوله إلى بيت المقدس فصالح ملك بني إسرائيل وهو رجل من ولد سليمان، وأخذ منه رهائن وانصرف. فوثب بنو إسرائيل على ملكهم فقتلوه وقالوا: راهنت أهل بابل وخذلتنا. فكرّ بخت نصر راجعا إليهم فأخذ المدينة عنوة وقتل وسبى وحرق البيت وهدّم أسوار المدينة. وكان آخر ملوك بني إسرائيل شدخش، وقيل خرخش، من ذرّية سليمان بن داود، فانقطع سلطان بني إسرائيل ووجد في سجن بني إسرائيل إرميا النبيّ «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>