وقصور مصطفّة إلى أن غمطوا «١» النعمة وانتهكوا الحرمة، فملكهم رجل من طسم يقال له عملوق، فظلم وغشم لا ينهاه شيء عن هواه. فاختصمت إليه امرأة من جديس يقال لها هزيلة بنت مازن مع زوج قد فارقها في ابن لهما أراد أخذه منها، فتشاجرا في ذلك، وأمر الملك أن يؤخذ الولد منهما فيجعل في غلمانه، فقالت هزيلة في ذلك [طويل] :
لعمري لقد حكّمت لا متورّعا ... ولا فهما عند الحكومة عالما
ندمت فلم أقدر على متزحزح ... وأصبح زوجي حائر الرأي نادما
فبلغ عملوق قول المرأة فغضب وأمر ألّا تتزوّج امرأة من جديس فتهدى إلى زوجها حتّى تحمل إليه فيفتضّها موجدة على النّساء. فلقوا في ذلك ذلّا عظيما طويلا حتّى تزوّجت الشّموس بنت غفار، وقيل: اسما غفيرة أخت الأسود بن غفار، وكان الأسود سيّدا في جديس. فلمّا كانت ليلة إهدائها حملت إلى عملوق ليطأها، ومعها القيان يغنّين ويقلن [رجز] :