فأصبحت والغول لي «٢» جارة ... فيا جارتي «٣» أنت ما أهولا
وطالبتها بضعها فالتوت ... بوجه تغوّل فاستغولا
فمن كان يسأل عن جارتي ... فإنّ لها باللوى منزلا
٢٠٣ وقد زعموا أنّ رجليها رجلا عير، والعرب ترتجز في الفيافي وتقول [رجز] :
يا رجل عير انهقي نهيقا ... لم نترك السّبسب والطّريقا
وذلك أنها تترأى لهم بالليل وأوقات الخلوة وتناديهم فيتوهّمون «٤» أنها إنسان فيتبعونها فتضلّهم. قال الشاعر [بسيط] :
وحافر عير في ساق خدلّجة
٢٠٤ وقد ذكر المصنّفون وهب بن منبّه وابن إسحاق وغيرهما أنّ الله عزّ وجلّ خلق الجان من نار السّموم وخلق منه زوجته كما خلق حوّاء من آدم فغشيها فحملت وباضت إحدى وثلاثين بيضة، فمنها القطاربة وهي أمثال الهرّة «٥» ، والأباليس من بيضة زعيمهم الحارث أبو «٦» مرّة ومسكنهم البحور، والمردة من بيضة أخرى ومسكنهم الجزائر، والغيلان من بيضة أخرى ومسكنهم