لك وما فيها من عبيد. فقيل ربيعة الفرس. وقال مضر: جعل لي قبّة حمراء وما أشبهها. فقال: إنّ أباك ترك إبلا حمراء، فهي لك وما أشبهها. فقيل مضر الأحمر. فكانوا كذلك زمانا إلى أن أصابتهم سنة فأهلكت الشّاء وعامّة الإبل وذهبت بالرقّة والمتاع، فكان ربيعة يغزو على خيله وبعيره ويعول إخوته.
٢١٣ وكان سبب تحوّل أنمار إلى اليمن أنّه تعرّق عظما في جنح الليل، ثمّ رمى به وهو لا يبصر، فانغرز في عين مضر ففقأها، وصاح مضر وتشاغل إخوته به وجرّد أنمار بعيرا من كرائم إبله فلحق بأرض اليمن.
٢١٤ ومن عجيب الزمان خبر عبيد الراعي لمّا خرج في ركب من قومه يريدون رئيس بني أسد، فسنحت لهم ظباء سنوحا منكرا، ثم اعترضت «١» الركب مقصّرة في حضرها واقفة عن شأوها، فأنكر ذلك عبيد فلم يأبه أصحابه لما كان السّانح عندهم محمودا، فقال عبيد [طويل] :
ألم تدر ما قال الظباء السّوانح ... أطفن «٢» أما الركب والركب رائح
فكبّر «٣» من لم يعرف الزجر منهم ... وأيقن قلبي أنهن نوائح