الأنماري وسطيح الغسّاني واسمه ربيع بن ربيعة وسملقة وزوبعة «١» الكاهنين وعمران أخي عمرو بن عامر مزيقيا وحارثة جهينة وكاهنة باهلة. وقد كان سطيح يدرّج جسده كما يدرّج الثوب «٢» خلا جمجمة رأسه، (وكانت جمجمته)«٣» إذا لمست باليد أثّرت فيها للين عظمها. وشقّ هذا الأنماري هو غير شقّ الأوّل، وشقّ الأوّل هو [ابن] حويل بن إرم بن سام بن نوح، وهو أوّل كاهن كان في العرب. وإرم أبو الجبابرة من عاد وثمود وجديس وطسم وغيرهم، ويقال إنّه كانت له عين واحدة في جبهته. ويقال إنّ الدجّال من ولده، ويقال: بل هو الدجّال بعينه أنظره الله إلى الوقت المعلوم وهو محبوس في بعض الجزائر، ويقال إنّ الشياطين تأتيه بما يأكله، ويقال إنّه لا يحتاج إلى غذاء، وقيل إنّ أمّه امرأة من الجنّ تعشّقت أباه حويل فتزوّجها وأولدها الدجّال. واسمه خوص بن حويل، وهو مشوّه مبذول، وكان إبليس يعمل له العجائب. فلمّا كان وقت سليمان بن داود عليهما السّلام دعاه فلم يجبه فحبسه في جزيرة في البحر. ويقال إنّه كان له أخ فاستهوته الجنّ لما كانت أمّه منهم، وإنّه ملك بوار التي غلبت عليها «٤» الجنّ وهي من مدائن العرب، وإنّ الجنّ في طاعته. وقيل إنّ مجلسه كان في قبّة بوادي برهوت في اليمن فكانوا يحجّون إليه، وإنّه لم ينم قطّ وكانوا يرون بين عينيه نارا بيضاء، وموضعه الذي هو فيه مسجون أنّه يعلو مكانه بالنهار دخّان وبالليل نار مضيئة.
٢١٧ ومذهبهم أنّ النفس لا يحويها البدن، وإذا بطلت أفعالها من البدن لم تبطل هي في ذاتها. والروح يحويه البدن، فإذا فارق البدن بطل. وفي هذا تنازع كثير واختلاف، وليس هذا موضع استقصائه. وسبب صدق الرؤيا عندهم من هذا لأنّ النفس تخلص في المنام من شوائب الأجسام فتشاهد