في آزر وابنه كلام كثير. وتحته سراديب أربعة لأنواع صور الأصنام التي على صور الأشخاص السّمائية وما ارتفع عن ذلك من الأجسام «١» العلويّة وما يظهر من أنواع أصواتها وفنون لغاتها بحيل قد اتّخذت ومنافخ قد عملت ومخاريق قد وصلت، تقف السّدنة من وراء الجدار وتتكلّم بأنواع الكلام فتجري الأصوات في تلك المنافخ والمخاريق إلى تلك الصور «٢» المجوّفة، فيظهر منها نطق على حسب ما دبّر في قديم الزمان على هيئة «٣» كيفيّة هندسته. والصّابئة حشوية الفلاسفة وإنّما يضافون إلى الفلسفة إضافة وليس كلّ يوناني حكيما.
٢٣٧ وعلى باب مدينة حرّان مكتوب بالسّريانية قول أفلاطون وهو: من عرف ذاته تألّف. وهذا يشبه قوله: الإنسان نبات سماوي. ولأفلاطون كلام في النفس كثير: هل النفس في البدن أو البدن في النفس؟ كالشّمس: هل هي في الدار أو الدار في الشمس؟ وكيف انتقالها من جسد إلى جسد بالتدبير وبطلان ذلك الشّخص الذي تنتقل عنه وهي في ذاتها لا تفسد ولا يستحيل جوهرها؟
٢٣٨ والصّابئة من الحرّانّيين يقرّبون «٤» في بعض قرابينهم في وقت ما «٥» ثورا أسود تسدّ عيناه ثمّ يضرب وجهه بالملح ثمّ يذبح ويراعى كلّ عضو من أعضائه، وما يظهر من الاختلاج والحركات فيكون ذلك دليلا على أحوال السّنة. ولهم في قرابينهم أسرار ومخبّآت.