سفنا ضخمة حصينة وشحّنها بالرّجال والأزواد والمال أرسلها نحو المشرق والمغرب والشّمال والجنوب، فأصابوا جميع أجزاء البحر يتّصل بعضها ببعض وألفوها كلّها تتشعّب من البحر الأعظم المحيط. وقال أهل العلم بهيئة الأرض والبحار إنّ الأمّهات الكبار المتفرّعة من البحر المحيط أوّلها البحر الأعظم الآخذ من المغرب إلى الجنوب وكذلك عرف بالبحر الجنوبي، وهو يأخذ من الغرب إلى الجنوب وكذلك عرف بالبحر الجنوبي، وهو يأخذ من المغرب إلى القلزم ويمرّ بوادي القرى إلى الجار «١» وجدّة وأيلة وعدن أبين «٢» والشحر وعمان وعبادان إلى أرض السّودان ويمرّ بصنف «٣» ببلاد العود إلى أكثر الهند إلى واق واق، وله جناحان أحدهما يأخذ إلى جزيرة العرب ويمرّ باليمامة وعمان ومهرة والشحر والجناح الآخر يأخذ إلى بلاد فارس، وعليه يقع سيراف «٤» وماوه (؟) والديبل، وبهذين البحرين سمّي البلد بالبحرين.
٢٦٤ وأمّا البحر الثاني الذي يتلو البحر الجنوبي في العظم فهو البحر الشّمالي الآخذ من الشّمال إلى ناحية الجنوب، وابتداؤه من طول واحد ويمتدّ «٥» إلى طول سبعة عشر على صورة الطيلسان إلى أن يأتي شكله شكل قطعة دائرة، ثمّ يمرّ على أحد يداب «٦» إلى أن يأتي شكله شكل الثابورة (؟) ، وليس على هذا البحر من المدن إلّا مدينة واحدة يقال لها مولية، ولا يركبه أحد لغلظ جوهر مائه وظلمته وتكاثف الهواء عليه، وإنّما يدخل منه الموضع الموازي لسمت المغرب فإنّه يركب من هناك إلى الجزائر التي من أقاصي بلاد المغرب.