للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيض يسير على الماء ويتراءى لأهل المراكب فيستبشرون به إذا هم أبصروه ويكون لهم دليل السّلام.

٣١٣ وفي هذا البحر جزيرة قرطايل التي يسمع فيها اللّيل والنهار المعازف والطبول، ويقال إنّ فيها الدجّال «١» ، وقد مضى ذكرها. وفيها أشجار القرنفل وتشتريه التجّار من قوم لا يرونهم، إنّما يضعونه أكواما على السّاحل فتأخذه التجّار وتترك هناك العوض. وقيل إنّ التجّار يتركون البضائع على السّاحل ويعودون إلى مراكبهم، فإذا أصبح من غد ذلك اليوم جاؤوا فوجدوا إلى جانب كلّ بضاعة كوما من القرنفل، فإن رضيه أخذه وترك البضاعة، وإلّا أخذ بضاعته وترك القرنفل، وإن أخذهما معا لم تقدر مراكبهم على السّير حتّى يردّوا القرنفل. وربّما طلب أحدهم الزيادة فيترك البضاعة والقرنفل فيزاد فيه. وشجر القرنفل على نهر هناك يعرف بنهر القرنفل لم يدخل إليه قطّ أحد ولم يذكر أنّه رأى شجرة. وقد ذكر بعضهم أنّ الجنّ يبيعونه من التجّار.

وذكر بعضهم أنّه دخل الجزيرة وأمعن فيها، فرأى قوما في زيّ النّساء مرد بغير لحاء وذوي شعور مرسلة، فغابوا عنه، وأنّ التجّار أقاموا بعد ذلك مدّة يخرجون إلى ساحل البحر فلا يجدون شيئا من القرنفل، فعلموا أنّ ذلك من أجل من نظر إليهم، ثمّ عادوا بعد ذلك بسنين إلى ما كانوا عليه. ويقال إنّه إذا كان رطبا كان حلو المطعم يأكلون منه فلا يمرضون ولا يهرمون.

٣١٤ وليس لهذا البحر حدّ يعرف ورأسه يخرج من الظلمة الشّمالية ويمرّ على بلاد الواق واق. وفي هذا البحر- بحر الصنف- جزيرة فيها مساكن ظاهرة وقباب

<<  <  ج: ص:  >  >>