للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزاب الأكبر والأصغر الواردان من بلاد أرمينية وآذربيجان. ثمّ تنتهي «١» إلى تكريت وسامرّا وبغداد، فيصبّ فيها نهر عيسى وغيره التي ذكرنا أنّها تتشعّب من الفرات. ثمّ تخرج دجلة عن بغداد فتصبّ فيها أنهار كثيرة مثل النهر المعروف بنهر بين ونهر روان «٢» ممّا يلي (جرجرايا والسّيب ونيل النعمانية) «٣» . وإذا خرجت الدجلة عن مدينة واسط «٤» تفرّقت أنهارا آخذة إلى بطيحة البصرة مثل سردود وسابس «٥» والمصبّ «٦» الذي ينتهي إلى القطر وفيه تجري أكثر سفن البصرة من بغداد وواسط. ومقدار جريان دجلة ثلاثمائة فرسخ، وقيل أربعمائة.

٣٤٨ وقال أحمد بن عمر: أمّا دجلة الّتي تدعى اليوم بالعوراء فإنّها كانت قبل الإسلام تستقيم (من عند المذار) «٧» ، وهي اليوم منقطعة فتمرّ ما بين المذار وعبدسى «٨» من كور دست ميسان حتّى تخرج عند الخيزرانة فوق فم الصّلح بحضرة واسط، فتمرّ حتّى تأتي المدائن، فكانت سفن البحر تجري من بلاد الهند فتدخل في دجلة البصرة حتّى تأتي المدائن. فتمرّ حتّى تخرج فوق فم الصّلح فتصير إلى دجلة بغداد فتأتي المدائن. ثمّ إنّها خرقت الأرض حتّى مرّت بين يدي واسط حتّى صبّت ماءها في هذه البطائح، والبطائح يومئذ أرض تزرع متّصلة بأرض العرب ومن قبائلها يشكر وباهلة وبنو عبس متّصلة بناحية ميسان وأرضها. فغلب الماء على ما كان من تلك الأرضين منخفضا، فتلك المواضع معروفة بالبطائح تسمّى سرطغان وطستخان «٩» قد يرى أثرها في الأرض- أعني أرض البطائح- تحت الماء عند ركود الماء وصفائه فيعلم أنّها

<<  <  ج: ص:  >  >>