٣٩٩ ويليه ملك السّرير ويدعى فيلان شاه، وهو من ولد بهرام جوبين ويدين بالنصرانية. وكان يزدجرد- وهو آخر ملوك ساسان- حين ولّى هذا الصقع قدّم سرير الذهب وخزائنه وأمواله مع رجل من ولد بهرام جوبين وأمره أن يسير بها إلى هذه المملكة ويحرزها هناك إلى وقت موافاته، فمضى يزدجرد إلى خراسان فقتل هناك في خلافة عثمان رضي الله عنه، فبقي الرجل على حاله.
٤٠٠ ويلي هذه المملكة مملكة اللّان، وهي مملكة واسعة يركب لها ثلاثون ألف فارس، وبين [ملك] اللّان وصاحب السّرير مصاهرة، وبين مملكة اللّان وجبل الكبخ قلعة عظيمة وقنطرة على واد عظيم بنتها الفرس الأولى لتمنعهم عن جبل الكبخ لا طريق لهم إليه إلّا عليها. وهذه القلعة على صخرة صمّاء لا وصول إليها إلّا بإذن، وفي أعلاها عين ثرّة، وهي إحدى قلاع العالم الموصوفة [بالمنعة]«١» وقد ذكرتها الفرس في أشعارها، ولو أنّ رجلا واحدا في هذه القلعة منع سائر ملوك الكفّار أن يجتازوا بهذا الموضع. وكان مسلمة قد أسكنها قوما من المسلمين فهم فيها إلى الآن.
٤٠١ وتلي مملكة اللّان أمّة يقال لها كشك، وهم بين جبل الكبخ وبحر الروم، وهي منقادة إلى دين المجوسية، ومعنى هذا الاسم التيه والصلف، وليس في الأمم أنقى أبشارا ولا أصفى ألوانا ولا أصبح نساء ولا أقوم قدودا ولا أرقّ أخصارا ولا أعدل أكفالا من هذه الأمّة، ونساؤهم مع ذلك موصوفات بلذّة