للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٢٨ وقيل إنّ بخت نصر هو ابن بدمين رجل من أهل كورة أرمنت من كور مصر.

وكان بدمين من أهل العلم بالنجوم، فنظر في علمه فرأى أنّه يخرج من صلبه رجل يخرب مصر فأعطاه الله عزّ وجلّ عهدا أنّه لا ينكح امرأة أبدا. فخرج إلى فارس فمرّ بقرية منها، وكانت لصاحب تلك القرية ابنة بها لمم، فوصف له المصري ليداويها، فأدخله عليها فجرت بينهما أسباب إلى أن حملت منه بخت نصر، فجرى خراب الدّنيا على يديه.

٤٢٩ وهلك بهمن «١» بن إسفنديار «٢» وخلّف ابنه دارا وأمّه حامل به على ما تقدّم، وكان ملكه أربع عشرة سنة، وقيل ثماني عشرة سنة، فعقد له التاج وهو في بطن أمّه. وقيل إنّ أمّه كان اسمها حمانا، وقيل غير ذلك. فملّكوا حمانا شكرا لإحسان أبيها مع كمال عقلها. وقال من زعم أنّها أمّ دارا: ملكت بمكان حملها، ودارا هذا هو الأكبر وهو الّذي ابتنى دارابجرد، فولد له ولد سمّي باسمه حبّا له وإعجابا به، ثمّ ملك وكان ملكه اثنتي عشرة سنة.

٤٣٠ ثمّ ملك دارا الأصغر، وكان فظّا غليظا جبّارا، فقتله الإسكندر بخذلان فارس له. وتزوّج الإسكندر ابنته روشنك ابنة دارا، وكان ملكه أربع عشرة سنة. ونذكر نسب ذي القرنين وخبره عند انقضاء نسب فارس إن شاء الله تعالى. وقد زعم مؤرّخو العجم أنّ الّذي ملك بعد دارا الأكبر من الفرس شخشار وكانت له جيوش عظيمة لم يسمع لملك مثلها. ثمّ ملك بعده أريش

<<  <  ج: ص:  >  >>