فقتلوه وتقرّبوا برأسه إلى الإسكندر فقتلهم وقال: هذا جزاء من اجترم على ملكه.
ولمّا مات الإسكندر قال الحكيم: ما كنت أحسب أنّ قاتل دارا يموت.
٤٦٩ وتوفّي الإسكندر بناحية السواد في موضع يقال له شهرزور بعد أن غزا الهند حتّى انتهى إلى البحر المحيط، فهال ذلك ملوك المغرب فوفدت عليه رسلها بالانقياد والطاعة.
٤٧٠ وعلى عهد الإسكندر كانت دولة النساء ومملكتهنّ الخالية من الرجال، وزعموا أنّ امرأتين منهنّ من ملكاتهنّ وفدتا على الإسكندر فطلبن منه النسل، فجامعهنّ بما يحوز من النكاح. وكان من خبرهنّ أنّ أميرين خرجا من سبطية مدينة بأقصى الجوف، فاحتلّا بلاد فيروجية فأغارا على من جاورهما، فنصبوا لهما الكمائن حتّى قتلوهما ومن معهما من الجنود فاستأصلوهم. فلمّا انفردت النساء هناك اجتمعن على من بقي معهنّ من الرجال فقتلنهم، ثمّ جيّشن وخرجن على الّذين قتلوا رجالهنّ، فأخذن بثأرهنّ منهم وعدن يمينا وشمالا وعظم أمرهنّ وهابهنّ من يليهنّ من الأمم، فكنّ يعاهدن الرجال الّذين وراء النهر منهنّ، فيعبرنه إليهم فيحملن منهم، فإذا ولدن ذكرا قتلنه وإذا ولدن أنثى حرقن مواضع ثدييها لئلّا تضرّ بها في حمل السلاح. فملكن على هذا الحال مائة سنة حتّى قتلهن هرقل «١» الملك الظاهر الإغريقي صاحب صنم قادس بالأندلس. وفي شمال الأرض على البحر المحيط مملكة النساء باقية إلى اليوم على ما يأتي ذكره بعد هذا إن شاء الله تعالى.