قال: ورأيت في مدينة أنطاكية في بعض كنائسها أنّه كان بين ملك الإسكندر ومولد المسيح عليه السلام ثلاثمائة وتسع وستّون سنة.
٤٨٦ ثمّ ملك بعده طباريوس، فكانت مدّة ملكه اثنتين وعشرين سنة، ولثلاث سنين بقيت منه رفع المسيح.
٤٨٧ ثمّ اختلفت «١» بعد ملكه الرّوم وتحزّبت وأقاموا على اختلاف الكلمة والتنازع في المملكة مائتي سنة وثمانيا وتسعين سنة، وهم في ذلك لا يعرفون غير عبادة الأصنام. ثمّ ملّكوا على أنفسهم بعد تلك المدّة ملكا يقال له غايوس «٢» ، فملك أربع عشرة سنة وهو قاتل بطرس «٣» الحواري وبولس «٤» المذكورين في سورة يس، وقد ذكرنا خبرهما. وكان بطرس «٥» قد سار إلى مدينة رومة داعيا إلى الله عزّ وجلّ وإلى الإيمان بالمسيح. ولم يزل غايوس «٦» قاتلا للنصارى وأتباع المسيح وكان أكفر ممّن مضى قبله وأجمع لخصال «٧» الشرّ. وفي زمانه تفرّق أصحاب عيسى الاثنا عشر في البلاد وتلاميذه الاثنان وسبعون، وقبور الاثني عشر مشهورة في الآفاق. وأكثر القول إنّ الّذين ذكروا في سورة يس منهم.