وأوّل من ملك من القوط بالأندلس حدريفش وكانت داره ماردة، فحشد القوط من أخبرهم بماردة وأقبل لمحاربة «١» قرطبة، فلمّا التحمت الحرب قتل ولده وذهب أكثر رجاله. ثمّ ملك القوط بعده ركديد وكانت داره طليطلة.
وركديد هو الّذي رجع عن خارجية القوط إلى جماعة النصرانية.
٥٠٥ قال المؤرّخون من العلماء: لم يزل الأمر في أهل بيت قسطنطين بن هلانى إلى أن ولي أمرهم بندقسوس، ويقال بنداسيس الأكبر، ولم يكن من أهل بيت المملكة. وفي زمانه استيقظ أهل الكهف، وكان من الأشبان. وقال الواقدي وابن خرداذبه: هم ناقلة من إصبهان. ومن هؤلاء اللّذارقة ملوك الأندلس، وكان الملك منهم يترساسيس الأصغر.
٥٠٦ وفي زمانه افترقت مذاهب النصارى، فتفرّق النصارى النسطورية على مذهب نسطارس، وهم المشارقة «٢» من النصارى، وهو الّذي تكلّم في اتّحاد اللاهوت القديم بالناسوت المحدث، واليعاقبة بمصر وأنطاكية والشّام وتكريت، والملكية وهم بقسطنطينية والروم. ويعقوب كان من أهل أنطاكية برذعي يصنع البراذع.