للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٥٥ ويسكن حافّتي «١» هذا الخليج من مخرجه في المشرق «٢» من البحر الشامي الصقالبة، ففي الشرق منهم البلقارين وفي الغرب غيرهم من الصقالبة، وهؤلاء الّذين يسكنون في الغرب منه أشدّ بأسا، وأهل تلك الناحية يستأمنونهم ويتّقون شدّتهم، وبلادهم جبال شامخة وعرة المسالك.

٥٥٦ وبالجملة فإنّ الصقالبة ذوو صولة وبطش، ولولا اختلافهم بكثرة تفرّع أعراقهم «٣» وتفرّق أفخاذهم ما قامت لهم في الشدّة أمّة من الأمم. وسكنوا من البلدان أجزلها ريعا «٤» وأكثرها أقواتا وهم يجتهدون في الفلاحة وطلب الأرزاق ويفوقون «٥» في ذلك جميع أمم الجوف، وتختلف بتجارتهم في البرّ والبحر إلى الروس والقسطنطينية. وجلّ قبائل الجوف يتكلّمون بالصقلبّية لاختلاطهم بهم منهم قبائل الطدشكين والأنقليّين والبجاناكية والروس والخزر.

٥٥٧ وليس يكون الجوع في بلدان الجوف كلّها من القحط وتوالي الجدب، إنّما يكون من كثرة الغيث وتوالي الجمّة، ولا يكون المحل عندهم مهلكا لأنّه لا يتّقيه من أصابه «٦» لرطوبة بلادهم وشدّة بردها. وهم يزرعون في فصلين من العام في القيظ والربيع ويرفعون رفعين، وأكثر زرعهم الدّخن.

<<  <  ج: ص:  >  >>