٥٨٠ فملك بعد كهلان الحارث الرائش بن [شداد، ثمّ ملك جبّار بن غالب بن يزيد بن كهلان، ثمّ ملك بعده الحارث بن]«١» مالك بن إفريقش بن صيفيّ بن يشجب، ثمّ توالت مملكتهم على ما ذكرنا إلى أن انتهت إلى ذي نواس.
٥٨١ فجازت إليه الحبشة بساحل زبيد من أرض الغمر وصاحبهم أرياط «٢» عظيم من عظمائهم، وكان في عهد ملك الحبشة إليه: إذا دخلت اليمن فاقتل ثلث رجالها وخرّب ثلث بلادها وابعث بثلث نسائها. فلمّا تلاحق الحبشة قام أرياط في جنده خطيبا فقال: يا معشر الحبشة قد علمتم أنّكم لن ترجعوا إلى بلادكم أبدا، هذا البحر بين أيديكم، إن دخلتموه غرقتم وإن سلكتم البرّ هلكتم، وليس لكم إلّا الصبر حتّى تموتوا أو تظفروا بعدوّكم. فجمع ذو نواس جمعا كثيرا ثمّ صار إليه فاقتتلوا قتالا شديدا، فكانت الدائرة للحبشة فظفر أرياط فقتل أصحاب ذي نواس وانهزم في كلّ وجه. فلمّا خشي ذو نواس أن يؤسّر ركض فرسه في البحر، فكان آخر العهد به.
٥٨٢ ودخل أرياط اليمن فقتل ثلث رجالها وبعث ثلث السبي إلى ملك الحبشة وخرّب ثلثها وهدّم حصونها، وكانت تلك الحصون بنتها الشياطين في عهد بلقيس، واسمها ملقة، وكان ممّا خرّب منها بينون «٣» وغمدان وسلحين،