للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جذيمة؟ فقال جذيمة: لا والله بل أرى شوار أمة كعكا «١» غير ذات حفير.

قالت: أمّا والله ما ذلك لعدم مواس ولا لقلّة أواس ولكن شيمة ما أناس.

ثمّ كان الأمر فيهم (بعده لعمرو) «٢» بن عدي بن نصر لا يعدو ذرّيته، وعمرو هو أوّل من نزل الحيرة واتّخذها دار مملكته. وقال شيبان عن قتادة:

ذكر لنا أنّ تبّعا كان رجلا من حمير صار بالجنود حتّى حيّر الحيرة، ثمّ أتى سمرقند فهدمها.

٦٠٥ والحيرة أرض باردة في الشتاء وهي مفرطة الحرّ في الصيف حتّى أنّهم لينتزعون ستور بيوتهم مخافة من إحراق السمائم لها، ولا يشربون الماء إلّا بالسكنجبين والجلاب ممزوج به، لأنّ الماء لا يبلغ أعماق أبدانهم صرفا.

٦٠٦ وبنو عمرو بن عدي بن نصر هم النصرية، ولم يزل الملك في ذرّية ابن عدي إلى النعمان بن المنذر، وهو آخر ملوكهم، وهو الّذي قتله كسرى. وكان النعمان لمّا أراد إتيان كسرى بعد هربه (مرّ ببني) «٣» شيبان أودع سلاحه وعياله عند هانئ بن مسعود، فلمّا أتى كسرى النعمان (بعث إلى هانئ يطالبه بتركته، فأبى أن يخفر الذمّة، فكان ذلك السبب الّذي أهاج حرب ذي قار) «٤» .

<<  <  ج: ص:  >  >>