ولها طريق آخر: من صنعاء على قرى متّصلة وأشجار وبساتين غير منفصلة وهواء معتدل إلى قرية تدعى خولان، وهي منزل سيّدهم، وهي باردة الهواء حسنة البناء فيها حمّامات وحوانيت «١» وفواكه، ثمّ يدخل منها بين جبلين «٢» وأنهار وأرض خصبة وقرى لقيس، فتفضي إلى ذمار.
٦١٧ وذمار مدينة كبيرة إلّا أنّها دون صنعاء، وهي من أعمالها، ولها سور محكم البناء، وهي كلّها قصور مضيئة الأبواب كثيرة البساتين والمزارع والقرار والدّساكر، رخيصة الأسعار كثيرة الخيرات. (دراهمهم يمانيّة)«٣» ودنانيرهم مطرقة ومياههم عيون جارية وآبارهم قريبة الأرشية «٤» . ولمعاذ بن جبل رضه فيها مساجد وآثار كثيرة. (والله أعلم)«٥» .
٦١٨ الطريق من ذمار إلى زبيد.
تخرج «٦» في قرى متّصلة حتّى تأتي مدينة بسام، وهي المنزل، مدينة طيّبة بها بيوت منقورة في صخرة صمّاء «٧» ثلاثمائة ذراع في مثلها، ثمّ إلى واد يقال له الربيح أشجاره الدوس، ثمّ تسير في صعود وهبوط حتّى تأتي إلى واد يقال له علّان «٨» تقطعه حتّى تصير إلى مدينة الجند كبيرة خصيبة كثيرة الخيرات بها جامع بناه معاذ بن جبل رحمه الله، وهو الّذي يذكر أنّ ناقته بركت في موضعه فقال: خلّوا سبيلها فإنّها مأمورة. فأمر ببناء المسجد في ذلك الموضع، ثمّ بركت في صنعاء أيضا فبنى المسجد بها. وأهل الجند شيعة