للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمد لله بكلمته المستحمد إلى أوليائه اتّقون يا أولي الألباب، أنا الّذي لا أسأل عن ما أفعل وأنا العليم الحكيم في كلام كثير ووعد ووعيد. ومن شرائعه أنّ يوم الاثنين ويوم الجمعة لا يعمل فيه عمل وأنّ الصوم يومان في السنة:

يوم المهرجان ويوم النيروز، وأنّ النبيذ حرام وأنّ الخمر «١» حلال، وأنّ الغسل من الجناية بوضوء كوضوء الصلاة، وأن لا يؤكل كلّ ذي ناب (من السباع) «٢» ولا كلّ ذي مخلب.

٦٣٦ قال أبو علي عريب: وقيام القرامطة كان سنة سبع وثمانين ومائتين، وفي يوم الجمعة في النصف من شعبان سنة تسعين ومائتين قتل يحيى بن زكرويه القرمطي الملقّب بالشّيخ «٣» ، قتله المصريّون «٤» على باب دمشق. وكان يركب جملا لم يركبه قطّ غيره، وكان يأمر أصحابه ألّا يقاتلوا حتّى يبتعث الجمل من قبل نفسه وأنّهم إذا فعلوا ذلك لم يهزموا. وزعموا أنّه كان إذا أشار بيده إلى ناحية من تلك النواحي الّتي فيها محاربوه انهزمت أهل «٥» تلك الناحية واستغوى بذلك الأعراب، وكان يتعمّم عمامة أعرابية ويلبس ثيابا واسعة.

٦٣٧ وكان القرمطي صاحب الشّامة يكتب إلى أجناده وعمّاله: باسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله محمّد بن عبد الله المهدي المنصور بالله الناصر لدين الله القائم بأمر الله الحاكم بحكم الله (الدّاعي إلى كتاب الله) «٦» الذابّ عن

<<  <  ج: ص:  >  >>