للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصباء وجبال وأودية نحو ثلاثة فراسخ إلى يلملم، وهي قريبة من قرى مكّة، وهي منهل أهل اليمن ماؤها آبار عذبة «١» وعيون. ومن أحبّ أخذ منها في بريّة رمليّة شجرها الآراك وكلاؤها الأدخر وفيها سوائم المال وورعاته.

ويفضي الثالث إلى مدينة السّرين، وهي مدينة عظيمة فيها أسواق ومسجد جامع على ساحل البحر، وسورها في البحر وأكثر بنائها من الخشب والحشيش «٢» ، فلا يستعمل فيها وقود بل يسخن الماء خارجا منها ويغتسل به داخلها، وسقيها ومشاربها «٣» من ماء السماء. وهي من عمل مكّة، وفيها مزارع وأكثر زروعهم الدرّة والسمسم والميرة تجلب إليها من غزّ وجردة، وغزّ منها على مسيرة عشرة أيّام بسير الرّاكب، وجردة من ثغور الحبشة وهي منهم على مسيرة خمسة عشر يوما.

٦٤٢ فمن أراد منها صنعاء (على البحر ركبه) «٤» إلى جردة، وهي من تهامة، ومن أراد أن يركب البرّية إلى صنعاء فإنّه يسير من السّرين في قرى لبني كنانة نحو ستّة فراسخ، وفي تلك الناحية مدينة جلي، وهي مدينة كانت من عمل أبي المغيرة الّذي حارب الحاجّ أيّام الموسم واقتلع الذهب من باب البيت. وقد كانت هذه المدينة فيما سلف من عمل مكّة وأقام فيها سنة اثنتي عشرة وأربعمائة رجل من بني جذام وخالف صاحب اليمن ودعا إلى نفسه، فحشد إليه أبو الفتوح الحسن بن جعفر الحسني صاحب مكّة قبائل العرب، فحاربه وأخذها وجلب الجذامي مع نفسه «٥» وتملّك جلي، ثمّ ردّها إلى صاحب صنعاء.

وهي مدينة ضخمة رملية بناؤها من الخشب والحشيش ذات قرى ومساكن «٦» ودساكر، وماؤهم من الآبار والأمطار.

<<  <  ج: ص:  >  >>