ربيعة، وهو لحيّ «١» بن حارثة بن عمرو بن عامر وأمّه فهيرة بنت عمرو بن الحارث بن مضاض (الجرهمي، وليس بابن مضاض)«٢» الأكبر. فلمّا أحسّ عمرو بن الحارث بن مضاض- وهو رئيس جرهم- بخزاعة «٣» والهزيمة خرج بعد إلى الكعبة وحجر الركن يلتمس التوبة وهو يقول في ذلك [رجز] :
لا همّ إنّ جرهما عبادك ... الناس طرف وهمو تلادك
وهم قديما عمّروا بلادك
(فلم تقبل توبته)«٤» ، فألقى غزالي الكعبة وحجر الركن في زمزم، ثمّ دفنها وخرج فيمن بقي من جرهم إلى أرض جهينة، فجاءهم سيل فذهب بهم.
٦٤٩ وكان ماء زمزم قد نضب لمّا أحرقت جرهم بمكّة حتّى امتحى مكان البئر ودرس، فأتى مضاض بن عمرو وبعض ولده في ليلة مظلمة، فحفروا في موضع زمزم وأعمق ودفن هناك غزالي الكعبة وحجر الركن وأسيافا قلعية، وانطلق هو ومن معه إلى اليمن. وروى الزبير عن رجاله عن ابن شهاب أنّه قال: لم يبق من جرهم غير حيّ في مكان من كنانة وهم قليل، وآخرون في حكم ابن الهون.