٧٨٦ فلمّا قبضوا كتاب الصلح فتحوا للمسلمين أبواب إيليا، فدخل عمر رضه [والمسلمون معه: وسخر عمر رضه] أنباط أهل فلسطين في كنس بيت المقدس وكانت فيه مزبلة عظيمة. وجاء عمر ومعه كعب فقال: يا أبا إسحاق أتعرف موضع الصخرة؟ فقال: اذرع من الحائط الّذي يلي وادي جهنّم كذا وكذا ذراعا ثمّ احفر فإنّك تجدها. قال: وهي يومئذ مزبلة.
قال: فحفروا فظهرت. فقال عمر لكعب: أين ترى أن نجعل قبلة المسجد؟
قال: اجعلها خلف الصخرة فتجمع القبلتين قبلة موسى وقبلة محمّد - صلى الله عليه وسلم -.
قال: يا أبا إسحاق [ضاهيت اليهود] ، خير المساجد مقدمها. قال: فبنى القبلة في مقدم المسجد. ثمّ بنى عبد الملك بن مروان مسجد بيت المقدس سنة سبعين وحمل إلى بنيانه خراج مصر لسبع سنين، وبنى القبّة «١» على الصخرة وجعل في أعلى القبّة «٢» ثمانية آلاف صفيحة من نحاس مطلية بالذهب في كلّ صفيحة سبعة مثاقيل ونصف من ذهب، وأفرغ على رؤوس الأعمدة مائة ألف مثقال ذهبا وخارج القبّة كلّها صفائح الرصاص وعليها صفيحة «٣» ...
٧٨٧ وهي ثلاث قباب متجاورة: قبّة الصخرة وقبّة المعراج وقبّة السلسلة الّتي كانت في زمن داود عليه السلام، وفيها قال الشاعر [سريع] :
مضى مع الوحي زمان العلى ... وارتفع الجود مع السلسلة
ويقال إنّ الّذي بنى قبّة بيت المسجد وجدّدها سعيد بن عبد الملك بن مروان، وكان يعرف بسعيد الخير وهو الّذي حفر نهر سعيد بالفرات، وعليه