القناديل، فإذا تداولت تلك الشمعة ثلاث أيد اتّقدت كلّها وصارت نارا للعالمين. ويكتب الأمير بخبر ذلك إلى السلطان ويعلّمه أنّ النار نزلت في وقت كذا وكذا من يوم كذا، فإذا نزلت تلك النار وقت الأولى من ذلك [اليوم] كان دليلا على أنّ السنة تكون خصيبة، وإذا تأخّرت ونزلت وقت العصر دلّت على أنّ السنة [تكون] قحطة. وهذه النار تنزل في يوم فصحهم.
٧٩٤ قال المؤلّف: هكذا نقل بعض المؤرّخين وهو أمر غير صحيح، وإنّما كانت هذه حيلة وناموس عمل من نواميس أسقف بيت المقدس، فكان يعمد إلى خيط «١» إبريسم رقيق طويل فيدخله من وراء الحائط إلى القبر ويخرج من القبر إلى سرج الثريا وهو مدهون بالبلسان وتشتعل النار فيه من وراء الحائط بغلافين قد اتّخذهما لا صبعيه من خشب نوري، وتسري النار في البلسان حتّى يتّقد منها السراج. ففضحه علي بن إبراهيم الوزير أيّام كونه هناك وكشف للناس وجه حيلته وضرب في عنفه فبطلت النار من ذلك الوقت.
٧٩٥ ويتّصل بهذه الكنيسة كنيسة يقال لها كنيسة قسطيص، وبغربيّها كنيسة يقال لها الجسمانية. وعلى فرسخ منها ممّا يلي قبلتها في مستو من الأرض بيت لحم، وبه ولد المسيح عليه السلام وبه النخلة الّتي ساقطت على مريم رطبا جنّيّا والسري الّذي جعله الله تحتها فشربت منه وتطهّرت، والمهد الّذي جعلت فيه المسيح، وهو حوض أبيض غسلته فيه. وهو قريب من العين.